(1)
مجنونة أم عاقلة لا أعلم ، تتلفت حول نفسها كلما سمعت صوتاً ، خائفة ، مرتبكة ، مرتعبة ، مرتجفة ، تجوب المكان ذهاباً وإياباً ، تسمع أصوات ناسٍ يحدثونها بجفا ء ، أحدهم يقول : لا عليكِ من كبر سنه ، وآخر يقول : انه عصبي ولكنه طيب .
(2)
جلست على الكرسي والفتيات من حولها ، وقد لبسن السواد في هذه الليلة ، وعندما أتى ووقعت الأعين ببعضها ، استل كل واحدٍ منهم سيف النظر ، لمعت أعينهم بالشرر ، وثار الغبار في المكان ، وصفق الجميع بالأحزان ، كأنهم في معركةٍ فاصلة ، فقالت في نفسها : يا ترى ، كيف هو الآن ؟ هل يشعر بما أشعر؟ هل إحساسه مثل إحساسي ؟
(3)
دخل مبتسماً كأنه أسدٌ جوعان ، ولكنه هزيل ، لا يقوى على الصيد ، نظراته تقول بأنه حصل على ما يريد ، ولكنه خائف .
نظرت حولها ، فرأت البعض يضحك ، وآخرون يهمسون فيما بينهم وهم ينظرون إليها ، فتمتمت قائلة : تضحكون وتتهامسون ، طبعاً ، غير مبالين لما سيحدث لي ، نعم ، المرأة ضعيفة ، ولكن قوتها في ضعفها ، ؟ أين حقوق الإنسان ، أين حقوق الحيوان ، أيّ واحد منهم ، إني أحتاج إليهم الآن .
(4)
نظرة إليه من جديد ، وهو يمشي وسط المعمعة بين زخم الرجال ، قادماً إليها وقد بلله العرق بكثرة ، متخفياً خلف ابتسامةٍ جبانة ، مملوءة بالخوف والإنكسار ، ولا يستطيع حتى الكلام ، صنع له إبتسامةً عريضة مغشوشة ، ليخفي معالم السهر حول عينيه ، كأنه لم ينم منذ مدة طويلة .
تساءلت : ماذا حصل له ؟ هل هذه ملامح البداية ؟ أم هناك وجهٌ آخر خلف هذا الوجه البغيض ، لم أعرف حقيقتكم بعد يا معشر الرجال ، بدايتكم توزيع الإبتسامات ، وفي الوسط توزيع الأعذار ، وفي النهاية تُكثرون من الشجار ، هذا في أكثرهم .
(5)
نهضت وتجولت ، جلست ثم وقفت ، قلمت أضفرها بأسنانها والعرق يتصبب منها ، ثم صرخت قائلة : ( أنا لا أهابكم ، انتم تكرهونني ) ، دخلت أمها وقالت لها : ماذا بكِ ، لِمَ هذا الصراخ ؟ هيا استبدلي ملابسك ، سيصل خطيبك بعد قليل .
إختنق لسانُ قلبها ، وتحجر دمعُ القهر في عينيها ، ففاض لسان حالها بالكلام .
لا تبخلوا عليه بالردود ...
[b]مجنونة أم عاقلة لا أعلم ، تتلفت حول نفسها كلما سمعت صوتاً ، خائفة ، مرتبكة ، مرتعبة ، مرتجفة ، تجوب المكان ذهاباً وإياباً ، تسمع أصوات ناسٍ يحدثونها بجفا ء ، أحدهم يقول : لا عليكِ من كبر سنه ، وآخر يقول : انه عصبي ولكنه طيب .
(2)
جلست على الكرسي والفتيات من حولها ، وقد لبسن السواد في هذه الليلة ، وعندما أتى ووقعت الأعين ببعضها ، استل كل واحدٍ منهم سيف النظر ، لمعت أعينهم بالشرر ، وثار الغبار في المكان ، وصفق الجميع بالأحزان ، كأنهم في معركةٍ فاصلة ، فقالت في نفسها : يا ترى ، كيف هو الآن ؟ هل يشعر بما أشعر؟ هل إحساسه مثل إحساسي ؟
(3)
دخل مبتسماً كأنه أسدٌ جوعان ، ولكنه هزيل ، لا يقوى على الصيد ، نظراته تقول بأنه حصل على ما يريد ، ولكنه خائف .
نظرت حولها ، فرأت البعض يضحك ، وآخرون يهمسون فيما بينهم وهم ينظرون إليها ، فتمتمت قائلة : تضحكون وتتهامسون ، طبعاً ، غير مبالين لما سيحدث لي ، نعم ، المرأة ضعيفة ، ولكن قوتها في ضعفها ، ؟ أين حقوق الإنسان ، أين حقوق الحيوان ، أيّ واحد منهم ، إني أحتاج إليهم الآن .
(4)
نظرة إليه من جديد ، وهو يمشي وسط المعمعة بين زخم الرجال ، قادماً إليها وقد بلله العرق بكثرة ، متخفياً خلف ابتسامةٍ جبانة ، مملوءة بالخوف والإنكسار ، ولا يستطيع حتى الكلام ، صنع له إبتسامةً عريضة مغشوشة ، ليخفي معالم السهر حول عينيه ، كأنه لم ينم منذ مدة طويلة .
تساءلت : ماذا حصل له ؟ هل هذه ملامح البداية ؟ أم هناك وجهٌ آخر خلف هذا الوجه البغيض ، لم أعرف حقيقتكم بعد يا معشر الرجال ، بدايتكم توزيع الإبتسامات ، وفي الوسط توزيع الأعذار ، وفي النهاية تُكثرون من الشجار ، هذا في أكثرهم .
(5)
نهضت وتجولت ، جلست ثم وقفت ، قلمت أضفرها بأسنانها والعرق يتصبب منها ، ثم صرخت قائلة : ( أنا لا أهابكم ، انتم تكرهونني ) ، دخلت أمها وقالت لها : ماذا بكِ ، لِمَ هذا الصراخ ؟ هيا استبدلي ملابسك ، سيصل خطيبك بعد قليل .
إختنق لسانُ قلبها ، وتحجر دمعُ القهر في عينيها ، ففاض لسان حالها بالكلام .
لا تبخلوا عليه بالردود ...